رئيس التحرير ومجلس الإدارةاول موقع للبث المباشر لصلاة التراويح والمؤتمرات

الوصايا العشر في الليالي العشر

الوصايا العشر في الليالي العشر

الوصايا العشر لاغتنام الأواخر العشر
بقلم الشيخ عبدالعزيز رجب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
فشهر رمضان قد آذن على الرحيل، ولم يبق منه إلا ثلثه الأخير، فهل أحسنا فيما منه مضى، وهل نستدرك ما فاتنا فيما منه تبقي؟ فنفحات رمضان لم تنتهي، بل أعظم أيام رمضان فضلا وأجرا لم تأت بعد ونستطيع أن ندرك خيرها إذا أحسنا الاستعداد لها في الأيام المتبقية من هذا الشهر الفضيل.

ظاهرة الغفلة في آخر رمضان
فالملاحظ أن حال كثير المسلمين في هذه الأيام المباركة يقصر من الطاعات ويعيش في غفلة، ويقل عدد المصلين عن أول رمضان، وتهجر المساجد وتغمر الأسواق والمتاجر، فما السبب؟ خاصة ونحو مقبولون على أفضل ليال الشهر الفضيل!

فضائل العشر الأواخر:
أيام العشر الأواخر من رمضان أعظم فضلاً وأكثر أجرًا ولهذا كان يجتهد النبي – صلى الله عليه وسلم- فيها أكثر من غيرها، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي – صلى الله عليه وسلم-:«كان إذا دخل العشر شدّ المئزر، وأيقظ أهله، وأحيا ليله. وفي رواية: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه ما لا يجتهد في غيرها”. متفق عليه.

  • فقد بدأ نزول القرآن في العشر الأواخر من رمضان، وبالتحديد في ليلة القدر، قال الله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر: ١]
  • وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وهي خير من ألف شهر لقوله تعالى:لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3ٍ]
  • وفيها ختام رمضان، ويعطى فيها الأجر على الصيام والقيام والعمال الصالحة التي قمنا بها في رمضان، كما جاء في فَضْلِ رمضَانَ عن أبى هري -رضى الله عنه- قالَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم- : «ويَغْفِرُ لهُم مِن آخِرِ لَيلَةٍ، قيلَ: يا رسولَ اللهِ ، أَهِيَ ليلَةُ القَدْرِ ؟ قالَ: لا، ولكِنَّ العَامِلَ إنمَا يوَفَّى أجرَهُ إذا قَضَى عَمَلَهُ». رواه: وأخرجه أحمد والبزار وفيه ضعف.

كيف نغتنم هذه العشر:
فلنحرص على اغتنام العشر الأواخر من رمضان بالأعمال الصالحة، بهذه الوصايا العشر:
1- الاستعداد لهذه الليالي ظاهرا وباطنا: فقد كان الصّالحون إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان تهيأوا لها واستقبلوها بالطهارة ظاهرًا وباطنًا، قال الإمام ابن جرير -رحمه الله-: “كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر”. (لطائف المعارف)
2- اعتكاف هذه العشر، ولو جزءا منها، فقد كان يفعله النبي – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه – رضى الله عنهم-، فعن عائشة رضي الله عنها قالت:” كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله -عزوجل- ثم اعتكف أزواجه من بعده “. متفق عليه
3- الاجتهاد في تحري ليلة القدر في هذه العشر، لقوله تعالى:لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:3ٍ]، وقال – صلى الله عليه وسلم-:«من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه» متفق عليه.
وهذه الليلة في العشر الأواخر كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم-: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». متفق عليه. وفي رواية البخاري «في الوتر من العشر الأواخر من رمضان»
4- الحرص على صلاة العشاء والتراويح والتهجد والفجر جماعة في المسجد: فعن عُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ -رضى الله عنه-: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ:« مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ». أخرجه مسلم وابن حبان.
5- قراءة القران الكريم وتلاوته بتدبر وخشوع ، وختمه ولو مرة في العشر الأواخر من رمضان.
6- صلة الرحم والعفو المسامحة خاصة في هذه الأيام، فقد ضيعت الخصومة والشجار على الأمة فرصة عظيمة بإخبار النبي – صلى الله عليه وسلم- عن ليلة القدر، فقد روى عبادة بن الصامت-رضى الله عنه- قال : خرج النبي – صلى الله عليه وسلم- ليخبرنا بليلة القدر ، فتلاحى (تخاصم ) رجلان من المسلمين فقال : « خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان ، فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم ، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة » أخرجه البخاري وأحمد.
7- الإكثار من الدعاء: فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت ليلة القدر ما أقول فيها؟! قال: «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» أخرجه: أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح.
8- الإكثار من الإنفاق في سبيل الله وإخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد شكرًا لله تعالى على نعمة التوفيق لصيام رمضان وقيامه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “فرض رسول الله – صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر من رمضان صاعًا من تمر أو صاعًا من أقط أو صاعًا من شعير، على كل حر وعبد ذكر أو أنثى، على الصغير والكبير”. متفق عليه.
9- دعوة الأهل للمشاركة في الأعمال الصالحة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَى اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ» متفق عليه.
10-وختاما إن الأعمال بالخواتيم، وهذه العشر الأواخر هي ختام شهر رمضان، فربما يكون آخر رمضان نشهده في هذه الدينا، ولا يمر علينا رمضان آخر، فودعوه بأفضل ما يكون من أعمال صالحة، ليكون شاهدا لنا في قبورنا، وشافعا لنا يوم القيامة.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©