سوء معاملة المجرمين جريمة
- الأخبار
- 29 يوليو 2019
- تعليقان
- 608 مشاهدة


– أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبّي كونتي أن “معاملة شخص محروم من حريته بهذه الطريقة، لا ينسجم مع مبادئنا وقيمنا القانونية، بل إنه يجسد ملابسات جريمة أو ربما جريمتين”.
وفي مقال مطول نشره يوم أمس على (فيسبوك)، علّق رئيس الحكومة على الصورة التي التقطت في الثكنة العسكرية لـ ناتال هيورث، أحد المشتبه بهم في قتل عنصر الدرك ماريو تشيرشييللو ريغا فجر الجمعة الماضية، والتي يظهر فيها مكبل اليدين ومعصوب العينين أثناء استجوابه.
وكتب كونتي “زرت بعد الظهر غرفة جنّاز نائب العميد ريغا، خادم الدولة الذي أحب سلاح الكارابينيري، رجل كريم كرّس استراحات العمل لمبادرات التضامن”، وقد “شاطرت الدولة ألم زوجته روزا ماريا، والدته سيلفيا، أخته لوتشيا، شقيقه باولو وجميع أفراد العائلة والأصدقاء الذين أحبوه بسبب حبه، ابتسامته ومزاجه البهيج”.
وأشار رئيس الوزراء الى أن “مشاعر التأثر ترافقها تساؤلات تثيرها القضية لدى الرأي العام وفي كل واحد منا”. وأردف “لقد عقدت اجتماعًا مطولاً مع الإدارة العليا لسلاح الدرك والقوات المسلحة، بهدف تقييم تدابير وقائية فعالة تمنع تكرار حدوث مثل هذه الجرائم البشعة”. فـ”من الجيد أن نسأل بطريقة جدية ومسؤولة، عن أنسب السبل لتكثيف مكافحة الاتجار بالمخدرات وترويجها، الذي نشأت عنه هذه الجريمة”.
وأشار رئيس الحكومة الى أنه “فيما يتعلق بالصورة التي تصور أحد الشابين الأمريكيين معصوب العينين ومكبل الأيدي، والتي تم تعميمها لتصل إينا أيضا، أدعو إلى عدم الخلط بين الأشياء”. وتابع “لا شك أن ضحية هذه المأساة هو عنصر دركنا ماريو”، لكن “أدعو الجميع إلى التفكير مع ذلك، في أن سلاح الدرك أبلى حسنا إذ قام بتحديد هوية المسؤول عن هذا العمل غير السليم والأمر بنقله فوراً”.
وأسترسل كونتي “دعونا نوضح الأمر جيداً: دون المساس بالتحقق من اختصاص القضاء، فإن معاملة كهذه لشخص محروم من حريته لا يستجيب لمبادئنا وقيمنا القانونية، بل إنه يشتمل بالفعل على ملابسات جريمة أو ربما جريمتين”، وهو ما “يبعث على الشجب من ناحية سلوك من نشر الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متجاهلا أكثر القواعد الأولية لحماية الخصوصية”.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن “إيطاليا بلد تتجلى فيه سيادة القانون. إنها مهد الحضارة القانونية منذ زمن القانون الروماني القديم، ولدينا مبادئ وقيم راسخة”، فـ”دعونا نتجنب ركوب موجة ردود الفعل العاطفية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تشريعاتنا، في حالة القتل المتعمد، تنص بالفعل على السجن مدى الحياة ولا تسمح بالتخفيف مطلقاً”.
وخلص كونتي لافتا الى أن “كل ذلك بفضل اللوائح الأكثر صرامة التي أدخلتها حكومتنا”، بل “علينا بالأحرى التأكد الآن من أن كل من يحمل مسؤولية ما، يقوم بتطبيق القواعد بصرامة”