رئيس التحرير ومجلس الإدارةاول موقع للبث المباشر لصلاة التراويح والمؤتمرات

هل مصر في احتياج للقصور

هل مصر في احتياج للقصور

سأستمر في بناء القصور الرئاسية من أجل مصر، أنا ببني دولة جديدة”، بهذه الكلمات ردَّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتهامات بالفساد وتبديد المال العام أكدها المقاول محمد علي في مقاطع فيديو تناقلها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتساءل المصريون خلال وسم (هاشتاغ) أطلقوه على موقع “تويتر” بعنوان “السيسي كذاب”، عن حاجة بلادهم للقصور الرئاسية في ظل التراجع الاقتصادي غير المسبوق، وزيادة القروض الخارجية والدَّين الخارجي.

وكان المقاول علي كشَف عن أهدار السيسي المال العام، من خلال بناء قصور واستراحات رئاسية خاصة؛ تلبية لطلبات زوجته انتصار، إذ تجاوزت تكلفة أحدها ربع مليار جنيه مصري.

وقال علي في أحد الفيديوهات: “تقول إن المصريين فقراء للغاية وإنه ينبغي ربط الحزام، ولكنك ترمي على الأرض مليارات ورجالك يهدرون الملايين”.

وردَّ السيسي، الذي ظهر منفعلاً خلال مؤتمر الشباب الثامن الذي انطلقت فعالياته أمس، بالقول: “آه آمال إيه، أنا عامل قصور رئاسية، وهعمل تاني… أنتم هاتخوفوني، ولا إيه، أنا اعمل واعمل، لكن مش باسمي، ما فيش حاجة باسمي، ده باسم مصر… هو مش هايبقى موجود في مصر غير قصور محمد علي ولا إيه”.

وبهذا التصريح يناقض السيسي نفسه حين خاطب المصريين في يناير 2017، وقال: “نحن فقرا أوي”.

وكشفت صور للأقمار الصناعية نشرتها قناة “الجزيرة مباشر”، ضخامة أحد قصور السيسي الجديدة، التي تقدَّر مساحتها بـ50 ألف متر مربع تقريباً، أي ما يعادل عشرة أضعاف مساحة البيت الأبيض في واشنطن، والذي تبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع فقط.

وتصل مساحة الموقع العام لقصر السيسي الرئاسي والمحاط بسور خارجي إلى مليونين و370 ألف متر مربع، يُضاف إليها 180 ألف متر مربع مساحة خارجية خُصصت كحرم طريق للمدخل الرئيس الشرفي للقصر.

وبلغت تكلفة الطابق الواحد في القصر الجديد نحو مليار و250 مليون جنيه على الأقل (الدولار= 16.42 جنيهاً مصرياً).

وأعلنت القاهرة قرب الانتهاء من بناء قصرين رئاسيين جديدين، أحدهما ستتخذه السلطة مقراً شتوياً بالعاصمة الإدارية والآخر صيفياً في مدينة العَلَمين الجديدة غربي الإسكندرية

ويأتي بناء هذه القصور الفاخرة للسيسي في ظل تدهور اقتصادي تعيشه مصر، إذ ارتفع الدين الخارجي للبلاد بنسبة 40.4% على أساس سنوي في نهاية مارس 2019، إلى 106.2 مليارات دولار في نهاية الربع الأول من 2019، وفق البنك المركزي المصري.

ووفق بيانات “المركزي المصري” عبر موقع الإلكتروني، فإن الدَّين الخارجي صعد من 88.163 مليار دولار في نهاية الربع الأول من 2018.

كما كشف تقرير الأداء المالي للموازنة العامة المصرية عن زيادة الإنفاق على فوائد الديون، لتصل إلى 178.2 مليار جنيه (9.9 مليارات دولار)، خلال الفترة من أول يوليو وحتى نهاية نوفمبر 2018.

وجاء بناء السيسي للقصور الرئاسية التي تبلغ تكلفتها ملايين الدولارات، أيضاً في وقت رُفع فيه الدعم عن كثير من السلع الأساسية بالبلاد، ورُفعت أسعار تذاكر المترو، والمحروقات إلى الضعف.

كذلك، قفزت معدلات الفقر إلى نحو الضعف منذ عام 2000، إذ يعيش نحو ثلث المصريين تحت خط الفقر، أي قرابة ضعف معدل الفقر قبل 18 عاماً، وفقاً للبيانات الحكومية.

غضب مصري

عضو مجلس الشعب المصري هيثم الحريري هاجم السيسي، بسبب تأكيده بناء قصور رئاسية جديدة، في ظل ما تعانيه مصر من أزمات وتدني رواتب العاملين فيها، وغياب الخدمات الأساسية.

وشدد الحريري، في منشور على حسابه بموقع “فيسبوك”، على أن مصر الحديثة لا تحتاج بناء قصور رئاسية جديدة، ولكن يكفيها قصر واحد في ظل حالة العوَز والفقر.

وقال: “لا يمكن أن يكون رفع الدعم عن الكهرباء والمياه والوقود من أجل بناء قصور رئاسية عملاقة”.

وأضاف: “نحن لا نحتاج بناء 14 مدينة جديدة في توقيت واحد، ولكننا نحتاج استكمال مشروعات الصرف الصحي في القرى المحرومة من الصرف الصحي ومن مياه شرب نقية”.

وأوضح أن ما تحتاجه مصر الحديثة هو بناء المدارس والمستشفيات والمصانع والزراعة، وتحسين مرتبات العاملين في الدولة، وفى مقدمتهم المعلمون والأطباء.

المصدر الخليج اون لاين

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©