رئيس التحرير ومجلس الإدارةاول موقع للبث المباشر لصلاة التراويح والمؤتمرات

الي السواد الأعظم من قضاة مصر

الي السواد الأعظم من قضاة مصر

المستشار محمد سليمان

رسالتي إلى السواد الأعظم من قضاة مصر …
لقد كنتم حتى شهور قليلة ترتدون رداء زعمتم أنه رداء الغيرة على القضاء و إستقلاله و نزاهته .
لقد كنتم منذ شهور قليلة تحاصرون مكتب النائب العام الأشرف في تاريخ النيابة العامة و تتباهون بالتطاول عليه و تدعون أنه النائب العام الملاكي رغم أنه لم يحبس معارضاً واحداً من معارضي الرئيس الشهيد محمد مرسي الذين كانوا لا يملون من إرتكاب جرائم في حقه ليل نهار .
لقد هتفتم يوماً ما في بهو دار القضاء العالي ” يسقط يسقط حكم المرشد ” .
لقد سرتم خلف المقال أحمد الزند كالمغشي عليه بلا إرادة بينما هو كان يستعملكم لتحقيق أغراض رسمها في مخيلته .
لقد شاركتموه وقفته يوم نكسة الثلاين من يونيو .
لقد قام بعضكم بإلقاء بيان العار من على منصة تمرد بميدان التحرير .
لقد فعلتم كل شيء لإفشال الرئيس مرسي رغم أنه رئيس منتخب ديمقراطياً بإنتخابات أنتم من أشرف عليها و أنتم من يعلم كم الضمانات التي أحاطتها لضمان نزاهتها و أنتم من أعلن نتيجتها .
لقد فعلتم كل شيء لأوهام ساقها إليكم المقال أحمد الزند مفادها أن الرئيس مرسي جاء لينال من إستقلالكم و هو محض إفك و كذب و إفتراء .
و اليوم أنا أطلب من كل واحد منكم أن يقف منفرداً أمام مرآة ضميره ليحكم هو على نفسه ” أين هو من القضاء ، هل لا زال يعتقد أن هناك قضاء في مصر … هل لا زال يعتقد أنه قاض يطمئن إليه الناس فيلجئون إليه لحمايتهم من عسف السلطة و بطش السلطان .
هل بقي من سمت القاضي في نفوسكم سوى بدلة فاخرة و رابطة عنق و عطر فرنسي و سيارة فاخرة ..
لقد ضاع كل شيء …. و جاء عليكم اليوم الذي يُسجن فيه أحد أكبر شيوخ القضاء …يُسجن بعد منحه قرار الإخلاء …. يُسجن بعد أن عاش الأمل ….. يُسجن بعد أن أقام ذويه الإحتفالات … يُسجن الرجل الذي قاتل دفاعاً عن إستقلالكم …. الرجل الذي بكى حزناً على هوانكم … و أنتم تنظرون … و جميعكم يعلم من أصغركم لأكبركم أنه يواجه إتهامات كاذبة ملفقة … سواء منكم من يعرفه شخصياً أو يعرف إسمه و تاريخه …. جميعكم يعلم من هو المستشار أحمد سليمان …. الرجل الذي جلس على كرسي وزير العدل فلم ينتقم لنفسه من أرباب الزند الذين حاربوا لإفشاله …. لم يشتت شملهم …لم ينقلهم للعمل في الوادي الجديد أو شمال سيناء … لم يقرر إحالتهم إلى التحقيق في التفتيش القضائي الذي كان تحت يده – حتى و إن كان يسعى لنقل تبعيته لمجلس القضاء الأعلى إلا أنه يبقى أنه كان تحت يده حتى يوم مغادرته وزارة العدل – لم يقرر إحالتهم لمجلس الصلاحية .. لم يحرمهم مستحقاتهم المالية … لم يغلق باب مكتبه في وجوههم … كل ذلك فعله جميع من جلسوا على كرسي وزير العدل بعده …. لأنه كان قاضياً بحق ….كان كبيراً …. كان رجلاً …. كنت أقول في نفسي من ذلك الرجل الصالح الذي دعا الله بصلاح أمر وزارة العدل فيستجيب له الله و يجلس على قمتها القاضي أحمد سليمان ، لكنكم ظلمتموه و لم تنزلوه منزلته و لم تقدروه حق قدره و وقفتم موقف المتفرج الذي شل لسانه في الحق بينما كانت ألسنتم في الباطل كما البغبغاء.
لقد أقمتم الدنيا يوم إقالة أحمد الزند بقرار نُشر في الجريدة الرسمية ليطبق بأثر رجعي – رغم أنه خرج و عاره في يديه إلى يوم القيامه ، و لكن منكم من هدد بإستقالة و منكم من إقترح طلبات إنهاء ندب جماعي من وزارة العدل و منكم من إقترح جمعية عمومية طارئة بنادي القضاة لنصرته و منكم من إقترح إقامة حفل تكريم مهيب و منكم من وضع إسمه على أحد قاعات نادي القضاة .

  • لقد كرمتم كل فاسد … ما من فاسد إلا و قاتلتم دفاعاً عنه ، و تركتم أسودكم تصارع منفردة و لذلك ستقتلكم الكلاب … سينزعون منكم مهابتكم … و سيبخسون أموالكم … و سيسلبون أعز ما تملكون لأنكم صرتم أمامهم أهون من بيت العنكبوت …صاروا ينظرون إليكم أنكم مأمورين … لا كلمة لكم و لا قرار …. تركتم كل هذا الخراب الواقع أمام أعينكم و تفرغ نادي القضاة للتواصل مع الفنان محمد صبحي لتوفير تذاكر للقضاة لمشاهدة مسرحيته الجديدة و المفارقة أن إسم المسرحية ( خيبتنا ) .
  • لقد قالها المستشار حسام الغرياني في عام 2011 في نادي قضاة الإسكندرية في كلمته لجمع من القضاة ” إن لم ينصلح حال القضاء و يتطهر من الفسدة فستكون ثورة الشعب القادمة على القضاء ” …. و اليوم أسألكم ماذا بقي لكم من مهابة في نفوس الشعب … ماذا قدمتم للشعب في محنته …..كيف مارستم دور القاضي …. ماذا تنتظرون من أولئك الذين حل عليهم الظلم و القهر و الوجع و الفقر و الإستبداد منذ أكثر من ستة أعوام مضت …. ماذا تنتظرون من شعب لاذ بكم و إطمئن إليكم فتركتموه و تفرغتم لجمع الغنائم … و اليوم حل عليكم الفقر و العوز و بح صوتكم للمطالبة بذهب المعز الذي إنقطع .
    هل من المروءة منح الأمل بالحرية ثم إنتزاعه مرة أخرى عبثاً ؟؟
    هل من مهمة القضاء التلاعب بمشاعر الناس ؟؟
    هل من مهمة النيابة العامة التعالي على القامات و الإنبطاح أمام الأقزام ؟؟
    هل من المروءة أن يحمل شيخ القضاة حقيبته صاعدا للطابق الرابع على الدرج بعد إيهامه بالحرية ثم معاودة سجنه لأجل كلمة حق جهر بها ؟؟
    هل من القضاء أن يُسجن من قال بمصرية الجزيرتين و تطلق يد من باعهما ؟؟
    هل من القضاء أن يُسجن من قال عن رابعة مذبحة و تطلق يد سفاحها ؟؟
    هل من القضاء أن يُعاقب 75 من المجني عليهم في رابعة بالإعدام و تُطلق يد السفاح ؟؟
    هل من القضاء أن يُسجن من دافع عن إستقلال القضاء و تُطلق يد من إنتهكه ؟؟
    هل من القضاء أن يُسجن المستشار أحمد سليمان و تُطلق يد المقال أحمد الزند ؟؟
    هل من القضاء أن يُسجن من طالب بحماية المال العام و تطلق يد من أهدره ؟؟
    هل من العدل أن يُلقى بطفلين أسفل عجلات القطار يمزق جسدهما لأجل تذكرة قيمتها سبعين جنيهاً بينما تُبنى القصور بسبعين مليار ؟؟
    هل جرب أحدكم أن يسير في الطرقات فيسأل الناس كيف يرون القضاء ؟؟
    أين أنتم من قول ابن تيمية لما أتاه الجلاد في سجنه بدمشق وقال له: اغفر لي يا شيخنا فأنا مأمور.
    فقال له ابن تيمية: والله لولاك ما ظلموا.؟؟

أين أنتم من قول سفيان الثوري لما اتاه خياط فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان أفتراني من أعوان الظلمة؟
فقال له سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع لك الإبرة والخيوط ؟؟

أين أنتم من قول الإمام أحمد بن حنبل حينما جاءه السجان فقال له: يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة وأعوانهم صحيح؟
قال الإمام أحمد: نعم
قال السَّجَّان : فأنا من أعوان الظلمة؟
قال الإمام أحمد فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك ويغسل ثوبك ويصلح طعامك ويبيع ويشتري منك، فْأما أنت فمن الظلمة أنفسهم ؟؟

هذه الأقوال سجلها التاريخ ونسيتموها…
نسيتم أن أهم سمات القاضي هي القوة و الشجاعة و المروءة و النخوة و العدل .
نسيتم أن القاضي الجبان لا يحكم بالعدل و صاحب اليد المرتعشة لا تستطيع يده كتابة حكم عادل .
نسيتم أن القاضي عليه أن يقرأ ما بين السطور لا تنطلي عليه خيالات الباطل و لا تستخفه هيبة الطغاة و قد جرت الأنهار من تحتهم ، و حسبه الإيمان بأن رسالته كلمة حق في وجه سلطان جائر يلقى بها الله يوم أن يقال ” لا ظلم اليوم ” لعلها تكون شفيعة له يوم القيامة .
إن ما يتعرض له القضاء اليوم لهو أمر جلل يتطلب منكم الصدق مع النفس ، و عدم خداعها بخيالات لم تعد تنطلي على أحد إلا في نفوس من بذرهم المقال أحمد الزند في صفوف القضاء فصاروا كسرطان خبيث إن لم يًستأصل فسيقضي على الأخضر و اليابس ، فما عليكم إلا أن تنجوا بأنفسكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .

**** و ختاماً أقول لكم و الحق أقول أنكم أول من سيتحمل فاتورة ذلك الطغيان .. فالتاريخ يكتب و الشعب يسجل … و يوم الظلم لن يطول و يوما ما ستشرق شمس الحرية يقينا … واول من سيحملكم الفاتورة هو من بعتم آخرتكم لأجله …. هو من خنتم الله و رسوله و خنتم أماناتكم لإرضائه …. أترى من يستخدم منديلاً ليتخلص من نجاسته هل تراه يحتفظ به ثانية ؟؟؟ خذوا من التاريخ العبر … تعلموا دروس الماضي و ثقوا أن أمر الله نافذ و وعده حق و لن يخلف الله وعده .
((وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ))
……….. اللهم إني أعوذ بك أن أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علي……

شارك برأيك وأضف تعليق

2024 ©