فتوي إخراج الزكاة للمراكز الإسلامية في اوروبا
- الأخبار
- 17 مارس 2020
- d M Y
- 762 مشاهدة


فتوى بجواز تعجيل إخراج الزكاة قبل وقتها لصالح المراكز الإسلامية في أوروبا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد
فبعد أزمة فيروس كورونا وقرار إغلاق المساجد والمراكز الإسلامية في أوروبا حمايةً للناس من العدوى، والتزاماً بقرارات الدولة ومؤسساتها التى قضت بمنع كل التجمعات، تواجه المراكز الإسلامية في أوروبا أزمة ماليةً كبرى في تسديد نفقاتها الشهرية ورواتب موظفيها؛ حيث تعتمد بشكل رئيس على تبرعات المصلين والمترددين عليها، والحال أن التبرعات توقفت بعد إغلاقها وما توقفت حاجة المراكز المالية.
لهذا أتوجه إلى مسلمي أوروبا بالمسارعة إلى تعجيل إخراج زكاة مالهم لعامين أو أكثر لصالح المراكز الإسلامية في أوروبا، ما بلغ المال نصابا، وإن لم يحل عليه الحول، والقول بتعجيل الزكاة قبل حولها لمصلحة معتبرة هو رأي جمهور الفقهاء، وأكثر أهل العلم كالحنفية، والشافعية، والحنابلة، ومن وافقهم، وقد استدلوا بالحديث الحسن الذي رواه الترمذي، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: “أنَّ العبَّاس رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تعجيل صدقته قبل أن تحلَّ، فرخَّص له في ذلك”، ولأنه حق مالي جُعل له أجل ترفقا بالمزكي، فجاز تعجيله قبل أجله قياساً على الدين.
ولا شك أن مصلحة المراكز الإسلامية في أوروبا وحاجتها إلى المال في ظل انقطاع التبرعات عنها حاجة ملحة ومصلحة واضحة؛ لأنها تمثل الوسيلة الأعظم لحفظ الدين على مسلمي أوروبا، والتبرعات المالية هى مصدر تمويلها الوحيد، وقد انقطعت التبرعات بالإغلاق فلزم تعجيل الزكاة.
والمراكز الإسلامية في أوروبا داخلة في أكثر من مصرف من مصارف الزكاة، كالغارمين، والمؤلفة قلوبهم، وفي سبيل الله، وقد قرر جمهور الفقهاء عدم جواز إخراج الزكاة خارج بلد المزكي، إلا إذا عدمت المصارف والحاجات في بلده فينقلها إلى الخارج.
كما أدعو عموم المسلمين في أوروبا إلى تثبيت دعمهم المالي المنتظم للمراكز الإسلامية من تبرعاتهم وصدقاتهم غير الزكاة، فهذا واجب الوقت، والصدقة من أسباب رفع البلاء والوباء.
والله تعالى أسأل أن يعجل بكشف الضر، وشفاء المرضى، وأن يجعل للبشرية فرجا ومخرجا مما نزل بها، وأن يزيدنا برؤية آياته إيماناً واستقامةً وهدىً، إن الله لقوى عزيز.
وكتبه
د/ خالد حنفي
رئيس لجنة الفتوى بألمانيا
الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث