صلاة التراويح واختلاف الاراء
- الأخبار
- 15 أبريل 2020
- 15 تعليق
- 667 مشاهدة


دكتور رائد صالح
ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلّى صلاة التراويح بمسجده، فقد روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- خرج ذات يوم في جوف الليل، فصلّى في المسجد، وصلّى عدد من الرِجال بصلاته، فلما أصبح الناس تحدّثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلّوا مع النبي، وفي الصباح تحدث الناس، وكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة، فخرج النبي -عليه الصلاة والسلام- وصلّوا بصلاته، وفي الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس وتشهّد، ثم قال: (أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها).
وهكذا فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ( قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أوفي الرابعة لم يُصلّ ، وقال : إني خشيت أن تُفرض عليكم ) رواه البخاري (872) وفي لفظ مسلم ( ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ) ( 1271) فثبتت التراويح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر النبي صلى الله عليه وسلم المانع من الاستمرار فيها ، لا من مشروعيتها ، وهو خوف أن تُفرض ، وهذا الخوف قد زال بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لما مات صلى الله عليه وسلم انقطع الوحي فأمن من فرضيتها ، فلما زالت العلة وهو خوف الفريضة بانقطاع الوحي ثبت زوال المعلول وحينئذ تعود السنية لها .
وثبت في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: “إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ الْعَمَلَ وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ”.. رواه البخاري .
قال النووي : وَفِيهِ : بَيَان كَمَالِ شَفَقَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأْفَته بِأُمَّتِهِ .
فلا وجه للقول بأن صلاة التراويح ليست من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هي من سنة النبي صلى الله عليه وسلم تركها خشية أن تُفرض على الأمة فلما مات زالت هذه الخشية ، وكان أبو بكر رضي الله عنه منشغلاً بحروب المرتدين وخلافته قصيرة ( سنتان ) ، فلما كان عهد عمر واستتب أمر المسلمين جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان كما اجتمعوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا ما فعله عمر رضي الله عنه العودة إلى تلك السنة وإحياؤها .
وفي عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- صلى المسلمون صلاة التراويح في جماعة واحدة، وحافظوا على ذلك إلى زماننا الحاضر