الاسلام في إيطاليا
- الأخبار
- 18 أبريل 2020
- 16 تعليق
- 1579 مشاهدة

تاريخ الإسلام
وصل الإسلام إلى ثلاث مناطق تتبع إيطاليـــا حالــــياً، المنطقـــة الأولى جزيرة صقلية وذلك في سنة (212هـ ـ 827م) عندما فتحها إبراهيم بن الأغلب، وقاد عملية الفتح أسد بن الفرات وكان للأغالبة أسطول قوي في البحر المتوسط. المنطقة الثانية هي جزيرة سردينيا واحتلت عام (194 هـ ـ 809م)، وورث الفاطميون حكم سردينيا عن الأغالبة ـ حكام شمال أفريقياـ عام (297هـ ـ 909 م) أي بعد أن حكمها الأغالبة مدة قرن تقريباً وبقيت سردينيا في أيدي الفاطميين قرناً آخر حتى استولى عليها ملوك الطوائف المسلمون في الأندلس عام (406هـ ـ 1015م) وحاول أن يستولي عليها مجاهد العامري لكنه فشل في استعادة الجزيرة، وذلك بسبب قوة الحلف المسيحي الذي سيطر على سردنيا عام (406 هـ ـ 1015م) وهكذا دام الحكم الإسلامي لجزيرة سردينيا أكثر من قرنين، وانتشر الإسلام خلالها في الجزيرة، وفي نهاية الحكم الإسلامي لسردنيا حكمها أمراء مسلمون من أبنائها، ولكن التحالف المسيحي سيطر في النهاية على الجزيرة وعندئذ تغير وضع المسلمين، فمنذ الاستيلاء على سردينيا ظهر التحدي للمسلمين في الجزيرة، فكثرت الهجرات الإسلامية منها وشنت حرب الإبادة على المسلمين، وكانت السبب الرئيسي في إخلاء الجزيرة منهم.
المنطقة الثالثة هي شبه جزيرة إيطاليا والتي وصلها الإسلام، بعد توجه الأغالبه إلى هذه المنطقة بعد احتلالهم جزيرة صقلية، هاجم المسلمون مدينة برنديزى سنة (221هـ ـ 836م) ثم استولوا على نابولي في السنة التالية لها، واستولوا على كابوه في سنة (227هـ ـ 841م)، واحتل المسلمون تارانتوا، ودخلت جيوش محمد الأول الأغلبي مدينة روما سنة (232هـ ـ 846م) وأجبرت البابا على دفع الجزية.
وبعد فترة استطاع التحالف المسيحي استرجاع بعض المدن الإيطالية على أثر الخلافات التي نشبت بين القوة الإسلامية في المشرق والمغرب فاسترجعت قوات التحالف المسيحي مدن برينديزى في سنة (257هـ ـ 870 م) وبارى، وتارنتوا، وحــاول الحفصيـون والفاطميون استعادة جنوبي إيطاليا في مستهل القرن الخامس الهجري، فهاجم الحفصيون نابولي وجاتيه، وهاجم الفاطميون جنوه في سنة (322هـ ـ 934م ) كما حاول الأتراك العثمانيون الاستيلاء على جنوب إيطاليا في سنة (886 هـ ـ 1481م).
وقد برزت الجالية الإسلامية في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية عندما هاجر إليها بعض المسلمين من أوروبا الشرقية، ثم أتت هجرات إسلامية من المناطق الإسلامية التي خضعت للاستعمار الإيطالي في إفريقيا، وهاجر إليها بعض العمال المسلمين من تونس، ويضاف إلى هذا اعتناق بعض الإيطاليين الإسلام.
ومع صدور قانون أتاح المجال أمام الأجانب للحصول على إذن الإقامة القانونية في إيطاليا عام 1988 تدفقت أفواج من المهاجرين طلباً للعمل في البلاد، فازداد عدد المسلمين خاصة نتيجة ذلك القانون.

المسلمون اليوم
ويشكل المسلمون في إيطاليا، حوالي 4% من عدد السكان موزعين على المدن الإيطالية. وتشكل الجالية المسلمة أكبر مصدر بشري؛ حيث نسبة الإنتاج مرتفعة، فالجالية الإسلامية جالية شابة منتجة ذات مستقبل واعد، كما يوجد في إيطاليا أعداد كبيرة من الطلاب المسلمين الذين يدرسون في الجامعات الإيطالية.
وفيما يخص التوزيع الجغرافي لمسلمي إيطاليا، فإنهم يتركزون بشكل كبير في المناطق الصناعية في شمال البلاد، كما يتواجدون في الحواضر والمدن الكبرى، وتحتضن العاصمة روما وحدها ما يزيد عن 100 ألف مسلم من أصل 400 ألف أجنبي يقيمون فيها. وتتوقع بعض الدراسات أن يزداد عدد المسلمين في إيطاليا ليشكلوا نسبة 5 في المائة من عدد السكان في سنة 2030
أما اصول المسلمين في ايطاليا فمتنوعة فـ 9،64 % من أصول إفريقية وعلى وجه الخصوص من شمال إفريقيا، في حين أن 23% منهم من أصول أوروبية، وحوالي 1،12% من آسيا.
مؤتمر «المسلمون في ايطاليا»:
عُقِد في «جامعة نيكولو جوزانو» في العاصمة الإيطالية روما» مؤتمر بعنوان: «المسلمون في إيطاليا»، وناقش أوضاع المسلمين وعلاقتهم بالدولة. وخلال المؤتمر أكد «عز الدين الزير» ـ إمام مدينة «فلورنسا» ورئيس اتحاد الجاليات الإسلامية في «إيطاليا» ـ أن عدد المسلمين وصل إلى مليون و700 ألف مسلم، وفق بيانات المركز الإيطالي القومي للإحصاء، وبذلك يعتبر الإسلام هو الديانة الثانية في البلاد. كما أكد أن المسلمين يساهمون في الدخل القومي الإيطالي بما يتراوح ما بين 4 ـ 5%، ويمثلون إضافة حضارية وثقافية متميزة في المجتمع الإيطالي، ولكنهم يفتقرون إلى وجود مذكرة تفاهم قانونية معترَف بها من الدولة،على الرغم من أن القانون والدستور ينصان على حرية الأقليات الدينية في العقيدة. وقال «تجوستينو تشيلاردو» ـ خبير القانون الإسلامي في «المعهد العالي للدراسات الشرقية» في «نابولي» ـ: إن المطالبة بمذكرة تفاهم تتطلب وجود ممثل واحد وشرعي لكل الجاليات الإسلامية؛ ليتم توقيعها معه كطرف ثان معترَف به من جانب المسلمين جميعاً، وهو أمر لا وجود له حاليّاً وعلى المسلمين السعي لتحقيقه. وأكد «الزبير»: إننا نشعر بانتمائنا لهذا البلد؛ لأننا إيطاليون، ولكننا مسلمو العقيدة، ونحن نسعى جاهدين للاندماج في «إيطاليا»، ولتحقيق الأمن في هذا البلد؛ مما سينعكس على أمن المسلمين ضمنيّاً.
الوجود الإسلامي في إيطاليا:
تُشير بعض التقارير إلى وجود انقسامات حادة بين الكتلة الإسلامية في إيطاليا، حيث لا تكفي العقيدة ولا الارتباط بدين واحد لدعوتهم إلى الوحدة والتكاتف، وترجع انقسامات المسلمين إلى عدة أسباب منها:
- الانقسامات الطائفية وتعدد المذاهب والطرق التي تجد أرضاً خصبة بين المهاجرين، خاصة النازحين من إفريقيا.
- الصراع الناتج عن الانتماء إلى تجمعات إسلامية مختلفة .
- تعدد الاتجاهات السياسية بين المسلمين.
- الانعزال التام لبعض التجمعات المسلمة
- تدخل بعض البلاد العربية والإسلامية لفرض نفوذها على المسلمين في أوروبا، وذلك بتمويل بعض الأفراد أو الجماعات الإسلامية.
وربما ساعدت الانقسامات في الكتلة الإسلامية على ظهور العديد من المنظمات الإسلامية التي تدعي تمثيل الإسلام والمسلمين.
كما يفتقد المسلمون في إيطاليا الى التمثيل الرسمي والقانوني، ويعود السبب في ذلك إلى تفكك المسلمين وانقسامهم، فضلاً عن محاولات الإقصاء التي تقوم بها الأحزاب السياسية المتطرفة والمُعادية للإسلام.
وتعالت دعوات تطالب الكتلة الإسلامية بالتواصل مع الحكومة الإيطالية كغيرهم من الجاليات الدينية (اليهودية، الإنجيلية، البوذية) المتواجدة هناك لحفظ حقوقهم ومعرفة واجباتهم.
الإعلام الإيطالي والإسلام:
ما زال الإعلام الإسلامي في إيطاليا ضعيفاً لقلّة الإمكانات المادية والتقنية ،أما عن دور وسائل الإعلام الإيطالية في التعاطي مع قضايا العرب والمسلمين فيتميز بالسلبية، فهو تابع لمؤسسات خاصة تقوم بعملها بناء على أسس تجارية وربحية صرفة وليس وفق أسس سياسية، فالإعلام الإيطالي يعيش على الإعلانات، وقد آثر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أن يقدّم للمشاهد الإيطالي صورة سلبية عن المسلمين تتسم بالتشدد وتنادي بمعاداة الغرب، الأمر الذي أثّر على الرأي العام الإيطالي، ويصف بعض المختصين أداء الإعلام بأنه مقصر في الاهتمام بشؤون العرب والمسلمين. ويجد مسلمو إيطاليا متنفساً في القنوات الفضائية العربية والإسلامية التي تلعب دوراً مهماً في ملء الفراغ الحاصل.
معاناة الاعتراف بالاسلام:
لعلّ القضية الأكبر التي تشغل اهتمام الجاليات المسلمة في إيطاليا تتمثل في تحقيق الاعتراف بالدين الإسلامي من جانب الدولة.
إلا أن العلاقة السائدة بين المنظمات الإسلامية الموجودة على الساحة الإيطالية، التي تتميز بالخلافات الفكرية والعقائدية، وبالصراع في سعيها لتمثيل الجالية المسلمة في إيطاليا، لم تمكنها حتى الآن من الاتفاق على تمثيل موحد للمسلمين يتيح لهم التفاوض بصورة مشتركة مع السلطات الإيطالية حول إبرام اتفاقية لنيل الاعتراف الرسمي بالدين الإسلامي، مما يعطي للمسلمين الحق في الحصول على نسبة من الضرائب المدفوعة للدولة إلى جانب ميزات أخرى في مجال التربية الدينية كما حدث مع بعض الأقليات الدينية .
ورغم أن الحكومة الإيطالية الحالية والحكومة السابقة أعلنتا عن نيتهما توقيع اتفاق مع الجالية المسلمة، إلا أن عدم قدرة المنظمات الإسلامية على الاتفاق فيما بينها أعاق تشكيل هيئة موحدة تمثلها.
وفي تطور لا يخلو من الأهمية؛ جرى في العام 1999 تشكيل إطار تمثيلي شامل للأقلية المسلمة هو المجلس الإسلامي الإيطالي باتفاق بين المركز الإسلامي في روما ورابطة العالم الإسلامي، إلا أنهما فشلا في الاتفاق على مسودة برنامج موحد مع الحكومة الإيطالية، ولم يعد للمجلس وجود.
ومن المتاعب التي يعاني منها المسلمون في إيطاليا، النظرة التقليدية لدى بعض المواطنين الإيطاليين التي ترى في أي نشاط إسلامي تحدياً للكنيسة.

أهداف اتحاد المنظمات الإسلامية :
يمكن إجمال الأهداف التي يسعى اتحاد المنظمات الإسلامية إلى تحقيقها في إيطاليا في وثيقة تضمنت تلك الأهداف كانت قد قدمتها للحكومة الايطالية، وكان من بين هذه المطالب:
- السماح ببناء مساجد لإقامة الشعائر الدينية وفقا لما تنص عليه المادة رقم 8 من الدستور.
- السماح بإقامة مذابح إسلامية تكفل الذبح الحلال، وتقديم وجبات غذائية حلال وخالية من لحم الخنزير في المدارس والمستشفيات.
- احترام أوقات الصلاة والسماح للعمال المسلمين بالتغيب عن العمل لأداء فريضة الصلاة في أوقاتها.
- الرعاية الدينية للمرضى والمجندين والمساجين.
- الاعتراف بالأعياد وإقرار يوم الجمعة إجازة رسمية للمسلمين.
- حق تعيين أئمة المساجد.
- الاعتراف بعقود الزواج.
- إدراج مادة الدين الإسلامي في المناهج الدراسية.
- السماح بفتح مدارس خاصة والاعتراف رسمياً بمناهجها وشهاداتها.
وقد أوضحت بعض التقارير الصحافية أن عدداً من تلك المطالب أوجدت حلولاً عملية بعيداً عن تدخل الدوائر الحكومية ومن بين هذه المطالب:
ـ بَنَت الحكومة الإيطالية مقابر للمسلمين، في معظم البلديات ـ إسوة بمدينة تريستي التي خصصت مقابر للمسلمين.
ـ منذ عام 1980 وتسمح السلطات الإيطالية للمسلمين بالذبح على الطريقة الإسلامية، بموجب القانون الوزاري الصادر في 11 يونيه 1980، والمنشور في الصحيفة الرسمية رقم 168 الصادر في 20 يونيه 1980م، والذي يسمح للجالية اليهودية بالذبح على نفس الطريقة، وقد قررت الإمارات التعليمية في كل المحافظات وكذا الإدارات الصحية، تقديم وجبات غذائية حلال وخالية من لحم الخنزير لطلبة المدارس والمرضى.
ـ أوصت وزارة الداخلية بمنشور رسمي أوفدته إلى كل الجهات المختصة بقبول صور المحجبات في المستندات الرسمية أسوة بالراهبات.
ـ خصصت السلطات الإيطالية ساحات للصلاة في الأماكن والمصالح العامة (بما فيها مطار ميلانو) وسط وشمال إيطاليا، فضلاً عن السماح للعمال المسلمين بتأدية الفريضة، بشرط ألا يحتسب وقت الصلاة المسموح به (ما يقرب من 15 دقيقة) من وقت عمل.
ـ تعترف الحكومة والسلطات المحلية بعقد النكاح الإسلامي.
ـ الاعتراف بأعياد المسلمين، وإقرار يوم الجمعة إجازة أسبوعية للمسلمين.
ـ إدراج مادة الدين الإسلامي في المناهج الدراسية.
ـ الحق في فتح مدارس خاصة.
وتبقى عدد من المطالب الأخرى التي يسعى اتحاد المنظمات الإسلامية إلى تحقيقها ومنها:
- العمل على السماح ببناء المساجد، لكن هذا لن يكون إلا بعد إلغاء القانون رقم 1159 الصادر في 24 تموز 1929 والمقر بالفرمان الملكي رقم 289 في 28 شباط 1930م، والذي مازال ساريا رغم تعارضه مع الدستور الجمهوري الصادر في 7 ديسمبر 1947م، وينص القانون على إحالة أمور الجاليات غير المعترف بدينها إلى وزارة الداخلية، معتبراً أن مشاكل هذه الجاليات لا تتعدى المشاكل الأمنية، ولهذا فإن مسجد روما لا يمكن أن يسمى مسجداً، بل ما زال يطلق عليه عنوان مركز ثقافي إسلامي رغم طول مئذنته.
شهر رمضان:
يستقبل المسلمون في إيطاليا شهر رمضان قبل قدومه بفترة، حيث تقوم بعض الهيئات والمراكز والجمعيات الإسلامية بدعوة علماء وشيوخ من مختلف البلدان العربية لإحياء هذا الشهر الكريم، وتوجيه النصح والإرشاد لأبناء الجالية، الذين ينتظرون قدوم هذا الشهر، لتعطشهم لمعرفة أمور دينهم، وتقوم أيضاً الهيئات الإسلامية بالتجهيز لمتطلبات موائد الإفطار وإعداد البرامج الدينية الخاصة بهذا الشهر، وتخصص بعض المراكز الإسلامية يوماً لاستقبال الإيطاليين المسلمين من كل الطبقات والفئات، ودعوتهم للإفطار، والتحدث معهم، وتبادل الأفكار والمواضيع.
كما يتميز شهر رمضان بطقوس خاصة ولكنها تختلف بعض الشيء عن الدول الإسلامية خاصة أن الغالبية العظمى في إيطاليا لا تدين بالدين الإسلامي إلا أن غالبية المجتمع الإيطالي تشعر بأن هناك تغييراً قد حدث حيث يتم تزيين المساجد وبعض المحلات التي يملكها مسلمون بالفوانيس والزينة للشعور بجو شهر رمضان.
يُعدّ الإفطار الجماعي بين الجاليات الإسلامية ملمحاً بارزاً في هذا الشهر الكريم؛ إذ يحرص المسلمون هناك في هذه المناسبة على الالتقاء والتعارف لتوطيد العلاقات بينهم.

ميثاق المسلمين مع الحكومة
بعد سنوات من الترقب والعديد من اللقاءات التي قام بها خمسة وزراء تعاقبوا على حقيبة الداخلية في الحكومة الإيطالية في العقد الأخير، شهدت رحاب قصر «فيمينالي» أول شهر شباط توقيع ميثاق بين ممثلي الجالية الإسلامية ووزارة الداخلية الإيطالية، يسعى نحو إيجاد «إسلام إيطالي».
الميثاق الذي يعد الأول من نوعه في تاريخ علاقة الدولة الإيطالية بالإسلام نص على التزام الطرفين (الداخلية وممثلي الجالية الإسلامية) بعشرة عناصر أساسية لكل طرف.
ممثلو الجاليات الإسلامية الموقعة على الميثاق تعهدوا بإخضاع جميع هيئاتها للقوانين الإيطالية ،وكذا احترام قوانين السلامة والعمران في اعتماد مقراتها، إضافة إلى مساهمتها غير المشروطة في محاربة جميع أنواع التطرف والإرهاب وإبداء تعاونها مع المصالح الأمنية.
كما التزمت الهيئات الإسلامية بالمساهمة في ثقافة الحوار والإندماج بين مختلف مكونات المجتمع الإيطالي، وفتح مقراتها أمام السكان من خلال تنظيم أيام مفتوحة للتعريف بأنشطتها، إضافة إلى ضمان تكوين ملائم للأئمة يجعلهم ينخرطون أكثر في الحياة الإجتماعية.
من جهتها تعهدت وزارة الداخلية من خلال هذا الميثاق على العمل من أجل ضمان الحق في العبادة والسعي للإعتراف بمقرات الجالية الإسلامية كأماكن للعبادة وإشراك الهيئات والجمعيات الإسلامية في الحياة العامة والإعتراف بدورها الأساسي.
مساجد:
تضم إيطاليا حالياً أربعمائة مسجد تقريباً، تُقام فيها الشعائر الإسلامية والصلوات الجامعة، وإن كان عدد المساجد البارزة والتي تتضمن المواصفات الشاملة لدور العبادة الإسلامية قليل جداً. يعدّ مسجد روما أكبرها.
هذه الندرة في وجود المساجد سببها عدة عوامل، أولاً، أن الإسلام لا يعد ديانة رسمية في إيطاليا (مثل كنائس الرومان الكاثوليك)، واعتراف الدولة يكلفها حماية أماكن العبادة، دخول المدارس المفتوحة، مراعاة الأعياد الدينية، ووصول تمويل عام من خلال التبرعات والضرائب.
حتى إذا كانت هناك طريقة أسهل للحصول على تمويل عام للمساجد، يصعب الحصول على الإذن لفتح مساجد من السلطات، ويتم الاعتراض على البناء عادةً من المجتمعات المحلية.
مسجد روما الكبير: يقع مسجد روما الكبير في الجزء الشمالي من روما، في منطقة البريولي. وهو يشكّل أكبر مسجد في أوروبا، مساحته تزيد على 000 30 متر مربع، ويمكن أن يستوعب الآلاف من المصلّين.
ويضم المركز الثقافي الإسلامي في إيطاليا، بالإضافة إلى أنّه نقطة تجمعية ومرجعية في المجال الديني، ويقدِّم أيضاً خدمات ثقافية واجتماعية.
الدور الاجتماعي:
لعب المركز دوراً مهماً في توحيد المسلمين المقيمين في إيطاليا وفي بناء حوارات بناءة بين المسلمين والمسيحيين، وهذا نتيجة كثافة الأعمال الاجتماعية والثقافية والخدمات التي يقدمها المركز لدعم المسلمين والمجتمع المحيط. فأصبح المركز من أهم المباني الدينية الفريدة في إيطاليا اليوم.
المؤسسات الإسلامية:
هناك العديد من المؤسسات والمنظمات الإسلامية في إيطاليا يصل عددها الى ما يقارب 700 مؤسسة أهمها:
اتحاد الجاليات والمنظمات الإسلامية: ويضم نحو 150 مركزاً إسلامياً تنتشر في معظم المقاطعات الإيطالية، ومقره الرئيسي في مدينة روما، وهو الفرع الإيطالي لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا.
الرابطة الإسلامية في إيطاليا: وهي مؤسسة وطنية معنية بالجانب التربوي ومقرها ميلانو، تأسست عام 1990هي جمعية إيطالية ذات صبغة دينية غير ربحية وذات نفع عام، تعمل على الحفاظ على الوجود الإسلامي في إيطاليا وتمكينه من المساهمة الفاعلة في خدمة مجتمعه . والرابطة عضو في اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا وتسعى إلى التواصل والتعارف مع المجتمع الإيطالي الذي تمثل جزءاً منه لتقدم نموذجاً إسلامياً صحيحاً.
المركز الإسلامي في روما: تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي، وأنشئ سنة 1966م، ويصدر مجلة شهرية، كما ينشر الكتب الإسلامية باللغة الإيطالية. بني على قطعة أرض بلغت مساحتها ثلاثون ألف مترٍ مربعٍ، ولقد وافق مجلس مدينة روما على البناء، وذلك بعد طول انتظار ولهذه الموافقة معناها في عاصمة المذهب الكاثوليكي.
الجمعية الإسلامية الإيطالية للأئمة والمرشدين: مؤسّسة إسلاميّة إيطاليّة متخصّصة دعت لتأسيسها الرابطة الإسلامية في إيطاليا واتحاد الهيئات الإسلامية، وتضمّ الدّعاة والأئمّة والمرشدين المؤهّلين في مجال الدّعوة والإرشاد الدّينيّ بين المسلمين في إيطاليا.و هي مؤسسة غير ربحية. شعارها (تأهيلٌ عصري.. وتأصيلٌ شرعي.. بمنهجٍ وسطي)
جمعية الاتحاد الإسلامي في الغرب: لرعاية اللاجئين من أوروبا الشرقية، وهي أول جمعية إسلامية في إيطاليا ومركزها روما وقامت الجمعية بتأسيس مدرسة إســلامية بمســـاعــدة رابطة العالم الإسلامي ومؤسسة التربية والثقافة الإسلامية.
الجمعية الإسلامية في ميلانو: تم تأسيسها عام 2008 وتضم مسجد مريم الذي يقوم بعدد من النشاطات أهمها تعليم القرآن، وورشات عمل لمعالجة المشاكل الإجتماعية، بالإضافة إلى تعليم اللغة العربية واللغة الإيطالية.
المركز الصحفي للدراسات الإسلامية: يقدم خدمات ثقافية للمسلمين في روما.
اتحاد الطلاب المسلمين: وله 23 فرعاً في أنحاء إيطاليا.
ـ المعهد الثقافي الإسلامي ومقره ميلانو.
ـ جمعية النساء المسلمات
ـ معهد علوم الدين في بولوجينا.
ـ معهد الدراسات الشرقية في نابولي.
ـ معهد الدراسات الإسلامية في روما.
ـ المركز الإسلامي في فينيسيا (البندقية).
ـ معهد علوم الدين في بولوجينا
ـ معهد الدراسات الشرقية في نابولي
ـ أكاديمية الثقافة الإسلامية في روما
ـ جمعية المسلمين الإيطاليين في روما
ـ معهد الدراسات الإسلامية في روما.
ـ المركز الثقافي الإسلامي سيستو.

الشيعة
من المعلوم تاريخياً أن ما يعرف بـ(مملكة الصقليتين) التي تضم جنوبي إيطاليا وجزيرتي صقلية وسردينيا قد خضعت للدولة الفاطمية بعد تغلب الفاطميين على الأغالبة الموالين للعباسيين في القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي)، فكانت تلك أولى بذور التشيع التي وطأت شبه الجزيرة الإيطالية.
وكان للتشيع آثاره التي ما زالت قائمة حتى الآن، ففي قصر العزيزة الإسلامي في صقلية كانت الحكومة التابعة للفاطميين تعطل أيام تاسوعاء وعاشوراء لإقامة المآتم الحسينية، وفي ليالي الغدير لإقامة الاحتفالات ويشاركهم في ذلك آلاف الصقليين الذين أسلموا على العهد الفاطمي، وبقي الأمر مستمراً إلى أن قضى صلاح الدين الأيوبي على الفاطميين، فسقطت صقلية وجنوب إيطاليا حينئذ في أيدي (النورمان) الذين أبقوا المنطقة على حالها وتركوا إدارة شؤونها لسكانها الصقليين المسلمين.
أما اليوم فالوضع العام للمسلمين عموماً والشيعة خصوصاً جيد وبالذات في صقلية وجنوب إيطاليا حيث الحكم الذاتي الذي أتاح للصقليين مسلمين ومسيحيين الانفراد بشؤون منطقتهم دون تدخل من جانب الجهات الخارجية، ففي مدينة (نابولي) توجد مؤسسة أهل البيت الإسلامية التي تقع على عاتقها مهمات كثيرة خاصة بشؤون المسلمين في جنوب إيطاليا
وتكثر المساجد في مدن نابولي وباري وما حولهما وفي جزيرتي صقلية وسردينيا وبالخصوص في عاصمتيهما (باليرمو) و(كالياري) وتقل كلما اتجهنا شمالاً إلى (ميلان) و(تورينو) و(بولونيا) مروراً بالعاصمة (روما) و(بارما) و(جنوا)، أما بالنسبة للحسينيات ففي مقابل كل أربعة مساجد توجد حسينية واحدة على الأقل منها حسينية (العزيزة) في (نابولي) وهي أقدمها وحسينية (الإدريسي) في (بريشيا) وبالنسبة للشيعة في إيطاليا فأغلبهم من المهاجرين وخصوصاً من مصر وتونس وتشاد والمغرب ومالي يليهم الصقليون بالمقام الثاني ثم باقي الإيطاليين. أما اهم الجمعيات:
ـ جمعية الامام المهدي: الحسينية الوحيدة الموجودة بايطاليا المسجلة بشكل رسمي في روما.
ـ مؤسسة أهل البيت الاسلامية في نابولي.
ـ جمعية الصراط الثقافية في ميلانو.
المصدر نور الاسلام